06 يوليو 2012

لماذا لا أحبذ عبارة "فلان سابق لزمنه"؟


لماذا أعتقد أن هذه العبارة غير دقيقة، ولا يحسن استخدامنا لها؟ هناك عدة أسباب اسمح لي أن أسردها:
١- الشخصية الممدوحة تربّت وتعلمت على يد من عاصرها (أهل زمانها)، والإنسان ابن مجتمعه شئنا أم أبينا، فكيف جاز لنا إخراج أهل زمانه من الصورة؟

٢- في قولنا هذه العبارة لا نتنبّه أننا بذلك نمدح أنفسنا قبل ذمنا لذلك الزمن، فأنت تطلقها على من شابه فكره فكر زمانك، وقناعاته قناعات وقتك. أي أنك تمدح نفسك في نهاية الأمر.
٣- حقيقة أن القصور ليس في مجتمع الممدوح، بل في مُطلق العبارة نفسه؛ لأنه لم يطلع على فكر كل من عاش في ذلك الزمن، ومعلوم أنه ليس إلى ذلك سبيلا، ومع ذلك ادعى لنفسه ما لا يعلم، وحكم بتخلف أهل الزمان إلا ذلك الشخص.
هذه أسبابي باختصار، ولك تحيتي.

هناك تعليقان (2):

  1. غير معرف06 يوليو, 2012

    عدلٌ واعترافٌ بفضل الآخرين واحترام للمغمورين والأخيرةُ نبلٌ لوحده ..

    بوركت.

    ردحذف
  2. في اعتقادي أن أكثر مطلقي هذه العبارة، وكذلك أغلب مستميعها يعلمون مسباقاً أنها "عبارة مجازية"، فيستحيل ـ كما ذكر المدون ـ أن يلم شخص ما بمعلومات عن كافة مفكري زمن معين حتى يتجرأ ويجعل أحدهم سابق لعصرهم. فمثلاً لا يعني قولي: أن ابن خلدون سابق لعصره الذي أطلق عليه هو "عصر الانحطاط"، هو التسليم الضمني أو حتى الظاهري بأنه كذلك، وإنما أشيد بتفرده على أساس ما توفر إلينا من معلومات عن معاصريه من المفكرين .. فأرى أنه لا ضير من استخدامها إذا كان هذا هو القصد.

    ردحذف