04 يوليو 2010

مصادر تاريخية على اليو تيوب!

تزخر الإنترنت بالكثير من المصادر التاريخية ، والتي قلما نرى أثرا لها في الفصول الدراسية ، وقاعات الجامعات العربية. ولنأخذ هنا اليو تيوب مثالاً ، أدلل من خلاله أنه يحتوي الكثير من المصادر التاريخية. ولن أهتم هنا إلا بالتاريخ العربي ، لأنه لو حاولت التطرق إلى غيره لاحتجت إلى شهور كي أحصي ما فيه.


تعلم أيها القارئ الكريم ، أن الخُطَب ، والمؤتمرات الدولية والمحلية ، والمقابلات التلفزيونية ، كل ذلك يُعدّ مصدراً من مصادر التاريخ. ويجدر بك هنا أن تتسائل عِدَّة أسئلة قبل استخدامك للمصدر (المصوّر) خاصة ، كي يعود عليك هذا الاستخدام بفائدة: أ - مَن الذي قام بالتسجيل؟ أهي الدولة أم جهة خاصة أم دولة أخرى ... إلخ؟ ب - هل كان ذلك التسجيل مُسجّلاً ليُبث ، أم كان لأغراض أرشيفية ، أو تحقيق مثلاً ، أو مذكرات ... إلخ؟ ج - لماذا تم بثّه ، ومن كان الجمهور المُستهدف؟ فخذ مثلاً التالي:

١ - خطاب الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله تعالى - في وفود الحجيج بمكة. أ - قام بتسجيله بعثة الحج المصرية. ب - نعم ، كان من ضمن فلماً سينمائياً كاملاً عن الحج ، وكان الخطاب أحد فقراته. ج - بُث هذا الفلم لتعريف المواطن المصري برحلة الحج ، ولإشباع رغبة الكثيرين ممن لا يستطيعوا الذهاب إلى الحج (نتحدث هنا عن العقد الرابع من القرن الميلادي الماضي) برؤية البقاع المقدسة. وربما لتعريفهم أيضاً بالوضع القائم هناك. ولنترككم مع الخطاب:


٢ - الجلسة السرية - بما فيها من مداخلات - للقمة العربية التي عُقدت في القاهرة عام ١٩٩٠م ، المُنعقدة لبحث احتلال العراق للكويت. أ- قام بالتسجيل الحكومة المصرية ، لغرض توثيق جلسات القمة. ب- لم يكن التسجيل لغرض البث ، ولكن للتوثيق. ج- تم تسريبه من جهات رسمية للرد على الدول التي قالت أنها لم تصوّت ضد القرار ، وكانت في الواقع قد صوّتت ضدّه. وغني عن الذكر أن الجمهور المُستهدف هو الشعب العربي. ونترككم مع مقطع قصير يحتوي على التصويت:


٣ - لقاء تلفزيوني مع النائب أحمد عز ، أحد أهم الشخصيات في الحزب الوطني الحاكم في مصر اليوم. أ- قام بتسجيل اللقاء قناة أوربت ، وهي قناة خاصة (تجارية) غير مصرية. ب- نعم كان التسجيل للبث. ج- تم بثّه لأنه مطلب من الجمهور الذي تستهدفه القناة في هذا البرنامج بالتحديد (القاهرة اليوم). والقناة في النهاية تجارية ، وهدفها مادي بطبيعة الحال ، ويُقصد به هنا الحصول على أكبر قدر ممكن من السبق الصحفي، واللقاء مع أكثر عدد ممكن من الشخصيات الهامة المؤثرة ، لهدف الربح المادي ، المُتمثّل هنا باستقطاب المزيد من المشاهدين. أما عن هذا اللقاء بالذات ، وأهمية أحمد عز ؛فإن موقع أحمد عز اليوم في صناعة القرار في الحزب الحاكم بمصر لا يخفى على أي متابع للشأن المصري. ورؤية لقاء كهذا يكشف الكثير للباحث ، من حيث ما قيل فيه بشكل مباشر ، أو بشكل غير مباشر. بل وحتى الحركات والإيماءات ونبرات الصوت ... إلخ.


أظن المقصد والمراد قد وضح لك أيها القارئ الكريم. وأتمنى أن نرى هذه المقاطع ، والخرائط ، والصور ، وغيرها من مصادر التاريخ تُدرَّس إلى الطلاب العرب ، ويتعلمون الإستفادة منها مثل المصادر المكتوبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق