السرقة العلمية هي أن تأخذ كلمات ، أو أفكار ، أو أبحاث غيرك ، وتضعها في عملك بدون الإشارة إليه وإلى عمله ، فتصبح كأنها لك أنت. وهذه سرقة بالتأكيد ، ومخالفة أخلاقية تُعاقب المؤسسات الأكاديمية والفكرية مرتكبيها. ولعل ما ينقصنا تفعيل عقوبات جادة على من يفعل ذلك في صحفنا ، وأقصد (القص واللزق) ، الذي أصبح عادة قلّ من يسلم منها للأسف. ناهيك عن المواقع الالكترونية.
ولعلنا نورد مثالاً أوردته ماري رامبولا (Mary Rampolla) في كتابها (A Pocket Guide to Writing in History) الذي يُدرّس لطلبة التاريخ على نطاق واسع ، وما زلت أذكره على الرغم من مرور سنين على دراسته. أعطت ٤ أمثلة وسألت أيها يُعدّ سرقة علمية؟:
- صديق استعار بحث صديقه ليستخلص منه الأفكار لبحثه، بعد موافقة صاحب البحث. فأخذ فقرات منه ، وحرص أن ينقل كذلك المراجع في الهوامش التي كتبها صاحب البحث الأصل.
- طالب وجد معلومات مفيدة على أحد مواقع الشبكة الالكترونية غير خاضع لحقوق النشر. فنسخ بعضاً منه ووضعه في بحثه ، ولا يُشير إلى مصدرها لأنها ليست خاضعة لقوانين حقوق النشر.
- طالب يأخذ أفكار رئيسة لبحثه من كتاب ما، ولا يُشير إلى ذلك في الهامش لأنه لم يقتبس نصاً مباشراً من الكتاب. ولكنه مع ذلك ذكر الكتاب في آخر البحث من ضمن المراجع التي اعتمد عليها ككل في البحث.
- طالب أخذ نصاً من كتاب أو بحث ما ، وغيّر في بعض كلماته ، وقدّم وأخّر بعض أجزائه. ولأنه لم يستخدم النص بكلماته وترتيبه كما هو في العمل الأصل ، لم يُشر إليه في الهامش.
ثم تسأل المؤلفة أي الأعمال السابقة يُعتبر سرقة علمية؟ الإجابة: جميعها تُعَدّ سرقات علمية. فكيف إذن تتجنّب السرقة العلمية؟ العملية سهلة جداً: عندما تأخذ أفكاراً أو معلومات من كاتب آخر ، احرص دائماً على الإشارة إلى عمله في نفس الموضع. الاستثناء الوحيد من ذلك عندما تذكر هي الحقائق العامّة التي تعارف الناس عليها ، فهي لا تخضع للمناظرة. مثلاً آن تقول إن معركة بدر وقعت في السنة الثانية للهجرة؛ فأنت لست بحاجة هنا أن تذكر مصدراً لذلك، فالمصادر كثيرة جداً وكلها متّفقة. أو أن عبور القناة واختراق خط بارليف كان عام ١٩٧٣م. وهكذا. وكلما كثرت قراءتك عن الموضوع كلما كان من السهل عليك أن تفرّق بين المعلومات العامة المتّفق عليها ، وبين ما فيه خلاف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد، ولأفكار أخرى راجع:
Mary Rampolla, A Pocket Guide to Writing in History
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق