09 ديسمبر 2009

ما أشبه الحاضر بالماضي


هناك أحداث تاريخية تتطابق بشكل عجيب مع واقعنا ، وهناك صراعات تمتد لآلاف السنين دون حل . فهل نقول بأن التاريخ يعيد نفسه كما ذهب إلى ذلك بعض الكُتّاب ؟  في اعتقادي أن التاريخ لا يمكن أن يعيد نفسه ، ولكنها الأحداث والأطراف تكرّر نزاعها على مرّ التاريخ على نفس الأسس والمنطلقات . وهنا يكون المنتصر من استقرأ التاريخ وتجنّب أخطاء الماضي .


كثيرة هي تلك الصراعات التاريخية المُتكرّرة ، واخترنا منها صراعاً لا يسلم من تبعاته إلا القليل في عالم اليوم ، ولا يبتعد عنه إلا الدول التي لا قيمة لها ، ولا يحرص طرفا النزاع على إدخالها مؤيداً لأحدهما . هي بالطبع قضية فلسطين المحتلة .


هذه الحادثة ذُكرت في التلمود البابلي ، ومع تحفظنا على التفاصيل إلا أنها تعكس شخصية ليست بالبعيدة عن شخصية ساسة إسرائيل اليوم ، وفكر ومنطق عقيم ظل قروناً لم يتطوّر . لنعُد بالتاريخ إلى القرن الرابع قبل الميلاد ، وفي فلسطين جلس المُحتل الغربي (الإسكندر المقدوني) يستمع إلى حجج فريقين متنازعين حول أحقيتهم في تلك الأرض . الطرف الأول ( العرب ) ، والطرف الثاني ( اليهود) . فقد قدم العرب ومعهم بنو قطورة إلى الإسكندر يشكون اليهود ، وقالوا : ” إن أرض كنعان تعود إلينا جميعاً ، لأنه مكتوب في التوراة : وهذه أسماء بني إسماعيل بن إبراهيم . ومكتوب أيضاً : وهذه أسماء بني إسحق بن إبراهيم . وعند ذلك قال جبيها بن بيسيسا للأحبار : إيذنوا لي أن أذهب وأُحاججهم أمام الإسكندر . فإن خصموني فقولوا : لقد حججتم أحد جُهّالنا . وإن خصمتهم فقولوا : إن شريعة موسى هي التي خصمتهم . فأذن له الأحبار بذلك ”.


ثلاثة أمور تطابقت هنا :
أ - المُحتلّ الغربي .
ب - ظنّ العرب أن ذلك المُحتلّ سيأخذ لهم حقّهم بالطُرق السلمية القانونية ، ثم احتجاجهم بنص الخصم الُمنحاز له تماماً - مع أن الإسكندر وثني لا يؤمن به ، ولم تكُن هناك حاجة لذلك .
ج - وأخيراً خطة مُحكمة من اليهود رتّبوا لها واتفقوا عليها ولم يتفرّقوا أو يختلفوا .


نسأل الله أن ينصر الأمة ، ويزيل الغُمّة .

هناك تعليق واحد: